Lirik Lengkap Maulid Barzanji (Teks Arab)

 
Lirik Lengkap Maulid Barzanji (Teks Arab)
Sumber Gambar: Foto Dok. Laduni.ID (ilustrasi foto)

Laduni.ID, Jakarta - Maulid Barzanji adalah kitab yang berisi tentang kisah perjalanan Rasulullah SAW, puji-pujian terhadap Rasulullah SAW, dan do'a-do'a. Maulid Barzanji merupakan salah satu kitab yang populer di kalangan umat Islam, karena kitab ini tidak hanya dibaca ketika perayaan Maulid Rasulullah SAW, namun kitab ini juga dibaca setaip malam jum'at atau malam senin oleh masyarakat. Kitab Maulid Barzanji disusun oleh Sayyid Zainal ‘Abidin Ja’far bin Hasan bin ‘Abdul Karim al-Husaini asy-Syahzuri al-Barzanji

Keutamaan membaca kitab Maulid Barzanji sebagaimana diterangkan oleh Syekh Nawawi Al-Bantani dalam kitab Madârijus Shu’ûd adalah Maulid Barzanji ibarat media yang mampu menjadi sebab datangnya berbagai kebaikan dan orang yang membacanya akan mendapatkan keridhaan dari Allah SWT.

Baca Juga: Biografi Sayyid Ja'far Al-Barzanji, Pengarang Maulid Al-Barzanji

Syekh Nawawi Al-Bantani seolah hendak mengatakan bahwa dengan membaca Maulid Barzanji orang akan mendapatkan keutamaan yang sangat banyak, di antaranya akan digampangkan semua urusannya, sebagaimana sihir, namun Maulid Barzanji seolah sihir yang halal. Jika tujuan membacanya agar terhindar dari penyakit, maka ia akan dijauhkan dari penyakit oleh Allah SWT. Tidak hanya itu, dengan membacanya, seseorang akan mendapatkan kehormatan berupa keridhaan dari Allah SWT.

Berikut adalah lirik lengkap Maulid Barzanji

الْجَنَّةُ وَ نَعِيْمُهَا سَعْدٌ لِمَنْ يُصَلِّيْ وَ يُسَلِّمُ وَ يُبَارِكُ عَلَيْهِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

أَبْتَدِئُ الْإِمْلَاءَ بِاسْمِ الذَّاتِ الْعَلِيَّةِ مُسْتَدِرًا فَيْضَ الْبَرَكَاتِ عَلَى مَا أَنَالَهُ وَ أَوْلَاهُ

وَ أُثَنِّيْ بِحَمْدٍ مَوَارِدُهُ سَائِغَةٌ هَنِيَّةٌ

مُمْتَطِيًا مِنَ الشُّكْرِ الْجَمِيْلِ مَطَايَاهُ

وَ أُصَلِّيْ وَ أُسَلِّمُ عَلَى النُّوْرِ الْمَوْصُوْفِ بِالتَّقَدُّمِ وَ الْأَوَّلِيَّةِ

الْمُنْتَقِلِ فِي الْغُرَرِ الْكَرِيْمَةِ وَ الْجِبَاهِ

وَ اَسْتَمْنِحُ اللهَ تَعَالَى رِضْوَانًا يَخُصُّ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ النَّبَوِيَّةَ

وَ يَعُمُّ الصَّحَابَةَ وَ الْأَتْبَاعَ وَ مَنْ وَالَاهُ

وَ اَسْتَجْدِيْهِ هِدَايَةً لِسُلُوْكِ السُّبُلِ الْوَاضِحَةِ الْجَلِيَّةِ

وَ حِفْظًا مِنَ الْغَوَايَةِ فِيْ خِطَطِ الْخَطَإِ وَ خُطَاهُ

وَ اَنْشُرُ مِنْ قِصَّةِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ بُرُوْدًا حِسَانًا عَبْقَرِيَّةً

نَاظِمًا مِنَ النَّسَبِ الشَّرِيْفِ عِقْدًا تُحَلَّى الْمَسَامِعُ بِحُلَاهُ

وَ اَسْتَعِيْنُ بِحَوْلِ اللهِ تَعَالَى وَقُوَّتِهِ الْقَوِيَّةِ

فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ
 

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ

وَ بَعْدُ فَأَقُوْلُ: هُوَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ اسْمُهُ شَيْبَةُ الْحَمْدِ حُمِدَتْ خِصَالُهُ السَّنِيَّةُ

اِبْنِ هَاشِمٍ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُهُ الْمُغِيْرَةُ الَّذِيْ يَنْتَمِي الْاِرْتِقَاءُ لِعُلْيَاهُ

اِبْنِ قُصَيِّ وَاسْمُهُ مُجَمِّعٌ سُمِّيَ بِقُصَيِّ لِتَقَاصِيْهِ فِيْ بِلَادِ قُضَاعَةَ الْقَصِيَّةِ

إِلَى أَنْ أَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى الْحَرَمِ الْمُحْتَرَمِ فَحَمَى حِمَاهُ

اِبْنِ كِلَابٍ وَاسْمُهُ حَكِيْمُ بْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ بْنِ فِهْرٍ وَاسْمُهُ قُرَيْشٌ وَ إِلَيْهِ تُنْسِبُ الْبُطُوْنِ الْقُرَشِيَّةُ

وَ مَا فَوْقَهُ كِنَانِيٌّ كَمَا جَنَحَ إِلَيْهِ الْكَثِيْرُ وَارْتَضَاهُ

اِبْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ ابْنِ إِلْيَاسَ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَهْدَى الْبُدْنَ إِلَى الرِّحَابِ الْحَرَمِيَّةِ

وَ سُمِعَ فِيْ صُلْبِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ذَكَرَ اللهَ تَعَالَى وَ لَبَّاهُ

اِبْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَ هذَا سِلْكٌ نَّظَمَتْ فَرَائِدُهُ بَنَانَ السُّنَّةِ السَّنِيَّةِ

وَ رَفْعُهُ إِلَى الْخَلِيْلِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَمْسَكَ عَنْهُ الشَّارِعُ وَ أَبَاهُ

وَ عَدْنَانُ بِلَا رَيْبٍ عِنْدَ ذَوِي الْعُلُوْم ِالنَّسَبِيَّةِ

إِلَى الذَّبِيْحِ إِسْمَاعِيْلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نِسْبَتُهُ وَ مُنْتَمَاهُ

فَأَعْظِمْ بِهِ مِنْ عِقْدٍ تَأَلَّقَتْ كَوَاكِبُهُ الدُّرِّيَّةُ

وَ كَيْفَ لَا وَ السَّيِّدُ الْأَكْرَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَاسِطَتُهُ الْمُنْتَقَاةُ

نَسَبٌ تَحْسِبُ الْعُلَا بِحُلَاهُ

قَلَّدَتْهَا نُجُوْمَهَا الْجَوْزَاءُ

حَبَّذَا عِقْدُ سُؤْدَدٍ وَ فَخَارٍ

أَنْتَ فِيْهِ الْيَتِيْمَةُ الْعَصْمَاءُ

وَ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ نَسَبٍ طَهَّرَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ

أَوْرَدَ الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ وَارِدَهُ فِيْ مَوْرِدِهِ الْهَنِيِّ وَ رَوَاهُ

حَفِظَ الْإِلٰهُ كَرَامَةً لِمُحَمَّدٍ

آبَاءَهُ الْأَمْجَادَ صَوْنًا لِاسْمِهِ

تَرَكُوا السِّفَاحَ فَلَمْ يُصِبْهُمْ عَارُهُ

مِنْ آدَمَ وَ إِلَى أَبِيْهِ وَ أُمِّهِ

سَرَاةٌ سَرَى نُوْرُ النُّبُوَّةِ فِيْ أَسَارِيْرِ غُرَرِهِمُ الْبَهِيَّةِ

وَ بَدَرَ بَدْرُهُ فِيْ جَبِيْنِ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ ابْنِهِ عَبْدِ اللهِ

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ

وَ لَمَّا أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِبْرَازَ حَقِيْقَتِهِ الْمُحَمَّدِيَّةِ

وَ إِظْهَارَهُ جِسْمًا وَ رُوْحًا بِصُوْرَتِهِ وَ مَعْنَاهُ

نَقَلَهُ إِلَى مَقَرِّهِ مِنْ صَدَفَةِ آمِنَةَ الزُّهْرِيَّةِ

وَ خَصَّهَا الْقَرِيْبُ الْمُجِيْبُ بِأَنْ تَكُوْنَ أُمًّا لِمُصْطَفَاهُ

وَ نُوْدِيَ فِي السَّموَاتِ وَ الْأَرْضِ بِحَمْلِهَا لِأَنْوَارِهِ الذَّاتِيَّةِ

وَ صَبَا كُلُّ صَبٍّ لِهُبُوْبِ نَسِيْمِ صَبَاهُ

وَ كُسِيَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ طُوْلِ جَدْبِهَا مِنَ النَّبَاتِ حُلَلًا سُنْدُسِيَّةً

وَ أَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَأَدْنَى الشَّجَرُ لِلْجَانِيْ جنَاَهُ

وَ نَطَقَتْ بِحَمْلِهِ كُلُّ دَابَّةٍ لَقُرَيْشٍ بِفِصَاحِ الْأَلْسُنِ الْعَرَبِيَّةِ

وَ خَرَّتِ الْأَسِرَّةُ وَ الْأَصْنَامُ عَلَى الْوُجُوْهِ وَ الْأَفْوَاهُ

وَ تَبَاشَرَتْ وُحُوْشُ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ وَ دَوَابُّهَا الْبَحْرِيَّةُ

وَاحْتَسَتِ الْعَوَالِمُ مِنَ السُّرُوْرِ كَأْسَ حُمَيَّاهُ

وَ بُشِّرَتِ الْجِنُّ بِإِظْلَالِ زَمَنِهِ وَانْتُهِكَتِ الْكَهَانَةُ وَ رَهَبَتِ الرَّهْبَانِيَّةُ

وَ لَهِجَ بِخَبَرِهِ كُلُّ حَبْرٍ خَبِيْرٍ وَ فِيْ حُلَا حُسْنِهِ تَاهَ

وَ أُوْتِيَتْ أُمُّهُ فِي الْمَنَامِ فَقِيْلَ لَهَا: إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ الْعَالَمِيْنَ وَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ

وَ سَمِّيْهِ إِذَا وَضَعْتِهِ مُحَمَّدًا لِأَنَّهُ سَتُحْمَدُ عُقْبَاهُ
 

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ

وَ لَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ شَهْرَانِ عَلَى مَشْهُوْرِ الْأَقْوَالِ الْمَرْوِيَّةْ

تُوُفِّيَ بِالْمَدِيْنَةِ الْمُنَوَّرَةِ أَبُوْهُ عَبْدُ اللهِ

وَ كَانَ قَدِ اجْتَازَ بِأَخْوَالِهِ بَنِيْ عَدِيٍّ مِنَ الطَّائِفَةِ النَّجَّارِيَّةِ

وَ مَكَثَ فِيْهِمْ شَهْرًا سَقِيْمًا يُعَانُوْنَ سُقْمَهُ وَ شَكْوَاهُ

وَ لَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى الرَّاجِحِ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ قَمَرِيَّةٍ

وَ آنَ لِلزَّمَانِ أَنْ يَنْجَلِيَ عَنْهُ صَدَاهُ

حَضَرَ أُمَّهُ لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ آسِيَةُ وَ مَرْيَمُ فِيْ نِسْوَةٍ مِنَ الْحَظِيْرَةِ الْقُدْسِيَّةِ

وَ أَخَذَهَا الْمَخَاضُ فَوَلَدَتُههُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نُوْرًا يَتَلَأْلَأُ سَنَاهُ

وَ مُحَيًّا كَالشَّمْسِ مِنْكَ مُضِيْءٌ

أَسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلَةٌ غَرَّاءُ

لَيْلَةُ الْمَوْلِدِ الَّذِيْ كَانَ لِلدِّيْنِ سُرُوْرٌ بِيَوْمِهِ وَازْدِهَاءُ

يَوْمَ نَالَتْ بِوَضْعِهِ ابْنَةُ وَهَبٍ مِنْ فَخَارٍ مَا لَمْ تَنَلْهُ النّسَاءُ

وَ أَتَتْ قَوْمَهَا بِأَفْضَلَ مِمَّا حَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ

مَوْلِدٌ كَانَ مِنْهُ فِيْ طَالِعِ الْكُفْرِ وَ بَالٌ عَلَيْهِمُ وَ وَبَاءُ

وَ تَوَالَتْ بُشْرَى الْهَوَاتِفِ أَنْ قَدْ وُلِدَ الْمُصْطَفَى وَ حَقَّ الْهَنَاءُ

هذَا وَ قَدِ اسْتَحْسَنَ الْقِيَامَ عِنْدَ ذِكْرِ مَوْلِدِهِ الشَّرِيْفِ أَئِمَّةٌ ذَوُوْا رِوَايَة ٍو رَوِيَّةٍ

فَطُوْبَى لِمَنْ كَانَ تَعْظِيْمُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ غَايَةَ مَرَامِهِ وَ مَرْمَاهُ

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ

وَ بَرَزَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ الْعَلِيَّةِ

مُوْمِيًا بِذلِكَ الرَّفْعِ إِلَى سُؤْدَدِهِ وَ عَلَاهُ

وَ مُشِيْرًا إِلَى رِفْعَةِ قَدْرِهِ عَلَى سَائِرِ الْبَرِيَّةِ

وَ أَنَّهُ الْحَبِيْبُ الَّذِيْ حَسُنَتْ طِبَاعُهُ وَ سَجَايَاهُ

وَ دَعَتْ أُمُّهُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَ هُوَ يَطُوْفُ بِهَاتِيْكَ الْبَنِيَّةِ

فَأَقْبَلَ مُسْرِعًا وَ نَظَرَ إِلَيْهِ وَ بَلَغَ مِنَ السُّرُوْرِ مُنَاهُ

وَ أَدْخَلَهُ الْكَعْبَةَ الْغَرَّاءَ وَ قَامَ يَدْعُوْ بِخُلُوْصِ النِّيَّةِ

وَ يَشْكُرُ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ وَ أَعْطَاهُ

وَ وُلِدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نَظِيْفًا مَخْتُوْنًا مَقْطُوْعَ السُّرَّةِ بِيَدِ الْقُدْرَةِ الْإِلهِيَّةِ

طَيِّبًا دَهِيْنًا مَكْحُوْلًا بِكُحْلِ الْعِنَايَةِ عَيْنَاهُ

وَ قِيْلَ خَتَنَهُ جَدُّهُ (عَبْدُ الْمُطَّلِبِ) بَعْدَ سَبْعِ لَيَالٍ سَوِيَّةٍ

وَ أَوْلَمَ وَ أَطْعَمَ وَ سَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَ أَكْرَمَ مَثْوَاهُ

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ ظَهَرَ عِنْدَ وِلَادَتِهِ خَوَارِقُ وَ غَرَائِبُ غَيْبِيَّةٌ

إِرْهَاصًا لِنُبُوَّتِهِ وَ إِعْلَامًا بِأَنَّهُ مُخْتَارُ اللهِ تَعَالَى وَ مُجْتَبَاهُ

فَزِيْدَتِ السَّمَاءِ حِفْظًا وَ رُدَّ عَنْهَا الْمَرَدَةُ وَ ذَوُوا النُّفُوْسِ الشَّيْطَانِيَّةِ

وَ رَجَمَتْ نُجُوْمُ النِّيْرَاتِ كُلِّ رَجِيْمٍ فِيْ حَالِ مَرْقَاهُ

وَ تَدَلَّتْ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الْأَنْجُمُ الزُّهْرِيَّةُ

وَاسْتَنَارَتْ بِنُوْرِهَا وِهَادُ الْحَرَمِ وَ رَبَاهُ

وَ خَرَجَ مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نُوْرٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُوْرُ الشَّامِ الْقَيْصَرِيَّةِ

فَرَآهَا مَنْ بِبِطَاحِ مَكَّةَ دَارُهُ وَ مَغْنَاهُ

الَّذِيْ رَفَعَ أَنُوْشَرْوَانَ سَمْكَهُ وَ سَوَّاهُ

وَ سَقَطَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شُرَفَاتِهِ الْعُلْوِيَّةِ

وَ كُسِرَ مُلْكُ كِسْرَى لِهَوْلِ مَا أَصَابَهُ وَ عُرَاهُ

وَ خَمِدَتِ النِّيْرَانُ الْمَعْبُوْدَةُ بِالْمَمَالِكِ الْفَارِسِيَّةِ

لِطُلُوْعِ بَدْرِهِ الْمُنِيْرِ وَ إِشْرَاقِ مُحَيَّاهُ

وَ غَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ وَ كَانَتْ بَيْنَ هَمَذَانَ وَ قُمَّ مِنَ الْبِلَاد ِالْعَجَمِيَّةِ

وَ جَفَّتْ إِذْ كَفَّ وَاكِفُ مَوْجِهَا الثَّجَّاجَ يَنَابِيْعُ هَاتِيْكَ الْمِيَاهِ

وَ فَاضَ وَادِيْ سَمَاوَةَ وَ هِيَ مَفَازَةٌ فِيْ فَلَاةٍ وَ بَرِيَّةٍ

لَمْ يَكُنْ بِهَا قَبْلُ مَاءٌ يَنْقَعُ لِلظَّمْآنِ اللَّهَاةَ.

وَ كَانَ مَوْلِدُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِالْمَوْضِعِ الْمَعْرُوْفِ بِالْعَرَاصِ الْمَكِّيَّةِ

وَ الْبَلَدِ الَّذِيْ لَا يُعْضَدُ شَجَرُهُ وَ لَا يُخْتَلَى خُلَاهُ

وَاخْتُلِفَ فِيْ عَامِ وِلَادَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ فِيْ شَهْرِهَا وَ فِيْ يَوْمِهَا عَلَى أَقْوَالٍ لِلْعُلَمَاءِ مَرْوِيَّةٍ

وَ الرَّاجِحُ أَنَّهَا قُبَيْلَ فَجْرِ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ ثَانِيَ عَشَرَ شَهْرِ رَبِيْعُ الْأَوَّلِ مِنْ عَامِ الْفِيْلِ الَّذِيْ صَدَّهُ اللهُ تَعَالَى عَنِ الْحَرَمِ وَ حَمَاهُ.

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ

وَ أَرْضَعَتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أُمُّهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ ثُوَيْبَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ

الَّتِيْ أَعْتَقَهَا أَبُوْ لَهَبٍ حِيْنَ وَافَتْهُ عِنْدَ مِيْلَادِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ بِبُشْرَاهُ

فَأَرْضَعَتْهُ مَعَ ابْنِهَا مَسْرُوْحٍ وَ أَبِيْ سَلَمَةَ وَ هِيَ بِهِ حَفِيَّةٌ

وَ أَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ الَّذِيْ حُمِدَ فِيْ نُصْرَةِ الدِّيْنِ سُرَاهُ

وَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا مِنَ الْمَدِيْنَةِ بِصِلَةٍ وَ كِسْوَةٍ هِيَ بِهَا حَرِيَّةٌ

إِلَى أَنْ أَوْرَدَ هَيْكَلَهَا رَائِدُ الْمَنُوْنِ الضَّرِيْحِ وَ وَارَاهُ

قِيْلَ عَلَى دِيْنِ قَوْمِهَا الْفِئَةِ الْجَاهِلِيَّةِ

وَ قِيْلَ أَسْلَمَتْ أَثْبَتَ الْخِلَافِ ابْنُ مَنْدَةْ وَ حَكَاهُ

ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الْفَتَاةُ حَلِيْمَةُ السَّعْدِيَّةُ

وَ كَانَ قَدْ رَدَّ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ ثَدْيَهَا لِفَقْرِهَا وَ أَبَاهُ

فَأَخْصَبَ عَيْشُهَا بَعْدَ الْمَحْلِ قَبْلَ الْعَشِيَّةِ

وَ دَرَّ ثَدْيَهَا بِدُرِّ دَرٍّ لَبَنَهُ الْيَمِيْنُ مِنْهُمَا وَ لَبَنُهُ الْآخَرُ أَخَاهُ

وَ أَصْبَحَتْ بَعْدَ الْهُزَالِ وَ الْفَقْرِ غَنِيَّةً

وَ سَمِنَتِ الشَّارِفُ لَدَيْهَا وَ الشِّيَاهُ

وَ انْجَابَ عَنْ جَانِبِهَا كُلُّ مُلِمَّةٍ وَ رَزِيَّةٍ

وَ طَرَّزَ السَّعْدُ بُرْدَ عَيْشِهَا الْهَنِيِّ وَ وَشَاهُ

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي الشَّهْرِ بِعِنَايَةٍ رَبَّانِيَّةٍ

فَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ فِيْ ثَلَاثٍ وَ مَشَى فِيْ خَمْسٍ، وَ قَوِيَتْ فِيْ تِسْعٍ مِنَ الشُّهُوْرِ بِفَصِيْحِ النُّطْقِ قُوَاهُ

وَ شَقَّ الْمَلَكَانِ صَدْرَهُ الشَّرِيْفَ لَدَيْهَا وَ أَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً دَمَوِيَّةً

وَ أَزَالَا مِنْهُ حَظَّ الشَّيْطَانِ وَ بِالثَّلْجِ غَسَلَاهُ

وَ مَلَآهُ حِكْمَةً وَ مَعَانِيَ إِيْمَانِيَّةً

ثُمَّ خَاطَاهُ وَ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ خَتَمَاهُ

وَ وَزَنَاهُ فَرَجَحَ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ أُمَّةِ الْخَيْرِيَّةِ

وَ نَشَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَى أَكْمَلِ الْأَوْصَافِ مِنْ حَالِ صَبَاهُ

ثُمَّ رَدَّتْهُ إِلَى أُمِّهِ وَ هِيَ بِهِ غَيْرُ سَخِيَّةٍ

حَذَرًا مِنْ أَنْ يُصَابَ بِمَصَابَ حَادِثٍ تَخْشَاهُ

وَ وَفَدَتْ عَلَيْهِ حَلِيْمَةُ السَّعْدِيَّةُ فِيْ أَيَّامِ خَدِيْجَةَ السَّيِّدَةِ الْوَضِيَّةِ

فَحَبَاهَا مِنْ حِبَائِهِ الْوَافِرِ بِحِبَاهُ

وَ قَدِمَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَامَ إِلَيْهَا وَ أَخَذَتْهُ الْأَرْيَحِيَّةُ

وَ بَسَطَ لَهَا مِنْ رِدَائِهِ الشَّرِيْفِ بِسَاطَ بِرِّهِ وَ نَدَاهُ

وَ الصَّحِيْحُ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ مَعَ زَوْجِهَا وَ الْبَنِيْنَ وَ الذُّرِّيَّةِ

وَ قَدْ عَدَّهُمَا فِي الصَّحَابَةِ جَمْعٌ مِنْ ثِقَاتِ الرُّوَاةِ
 

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ

وَ لَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَرْبَعَ سِنِيْنَ خَرَجَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى الْمَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ

ثُمَّ عَادَتْ فَوَافَتْهَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِشِعْبِ الْحَجُوْنِ الْوَفَاةُ

وَ حَمَلَتْهُ حَاضِنَتُهُ أُمُّ أَيْمَنَ الْحَبَشِيَّةُ

الَّتِيْ زَوَّجَهَا بَعْدُ مِنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلَاهُ

وَ أَدْخَلَتْهُ عَلَى جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَ رَقَّ لَهُ وَ أَعْلَا رُقِيَّهُ

وَ قَالَ إِنَّ لِابْنِيْ هذَا شَأْنًا عَظِيْمًا، فَبَخٍ بَخٍ لِمَنْ وَقَّرَهُ وَ وَالَاهُ

وَ لَمْ تَشْكُ فِيْ صَبَاهُ جُوْعًا وَ لَا عَطْشًا قَطُّ نَفْسُهُ الْأَبِيَّةُ

وَ كَثِيْرًا مَا غَذَى فَاغْتَذَى بِمَاءِ زَمْزَمَ فَأَشْبَعَهُ وَ أَرْوَاهُ

وَ لَمَّا أُنِيْخَتْ بِفِنَاءِ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَطَايَا الْمَنِيَّةِ

كَفَلَهُ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ شَقِيْقٌ أَبِيْهِ عَبْدِ اللهِ

فَقَامَ بِكَفَالَتِهِ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ وَ هِمَّةٍ وَ حَمِيَّةٍ

وَ قَدَّمَهُ عَلَى النَّفْسِ وَ الْبَنِيْنَ وَ رَبَّاهُ

وَ لَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِثْنَى عَشَرَ سَنَةً رَحَلَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ إِلَى الْبِلَادِ الشَّامِيَّةِ

وَ عَرَفَهُ الرَّاهِبُ بُحَيْرَا بِمَا حَازَهُ مِنْ وَصْفِ النُّبُوَّةِ وَ حَوَاهُ

وَ قَالَ إِنِّيْ أَرَاهُ سَيِّدَ الْعَالَمِيْنَ وَ رَسُوْلَ اللهِ وَ نَبِيَّهُ

قَدْ سَجَدَ لَهُ الشَّجَرُ وَ الْحَجَرُ وَ لَا يَسْجُدَانِ إِلَّا لِنَبِيٍّ أَوَّاهٍ

وَ إِنَّا لَنَجِدُ نَعْتَهُ فِي الْكُتُبِ الْقَدِيْمَة السَّمَاوِيَّةِ

وَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ قَدْ عَمَّهُ النُّوْرُ وَ عَلَاهُ

وَ أَمَرَ عَمَّهُ بِرَدِّهِ إِلَى مَكَّةَ تَخَوُّفًا عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ دِيْنِ الْيَهُوْدِيَّةِ

فَرَجَعَ بِهِ وَ لَمْ يُجَاوِزْ مِنَ الشَّامِ الْمُقَدَّسِ بُصْرَاهُ

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ

وَ لَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ خَمْسًا وَ عِشْرِيْنَ سَنَةً سَافَرَ إِلَى بُصْرَى فِيْ تِجَارَةٍ لِخَدِيْجَةَ الْفَتِيَّةِ

وَ مَعَهُ غُلَامُهَا مَيْسَرَةُ يَخْدُمُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ يَقُوْمُ بِمَا عَنَاهُ

فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةِ لَدَى صَوْمَعَةِ نَسْطُوْرَ رَاهِبِ النَّصْرَانِيَّةِ

فَعَرَفَهُ الرَّاهِبُ إِذْ مَالَ إِلَيْهِ ظِلُّهَا الْوَارِفُ وَ آوَاهُ

وَ قَالَ مَا نَزَلَ تَحْتَ هذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ إِلَّا نَبِيٌّ ذُوْ صِفَاتٍ نَقِيَّةٍ

وَ رَسُوْلٌ قَدْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالَى بِالْفَضَائِلِ وَ حَبَاهُ

ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ أَفِيْ عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ اِسْتَظْهَارًا لِلْعَلَامَةِ الْخَفِيَّةِ

فَأَجَابَهُ بِنَعَمْ فَحَقَّ لَدَيْهِ مَا ظَنَّهُ فِيْهِ وَ تَوَخَّاهُ

ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ لَا تُفَارِقْهُ وَ كُنْ مَعَهُ بِصِدْقِ عَزْمٍ وَ حُسْنٍ طَوِيَّةٍ

فَإِنَّهُ مِمَّنْ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالَى بِالنُّبُوَّةِ وَاجْتَبَاهُ

ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ فَرَأَتْهُ خَدِيْجَةُ مُقْبِلًا وَ هِيَ بَيْنَ نِسْوَةٍ فِيْ عِلِّيَّةٍ

وَ مَلَكَانِ عَلَى رَأْسِهِ الشَّرِيْفِ مِنْ وَهَجِ الشَّمْسِ قَدْ أَظَلَّاهُ

وَ أَخْبَرَهَا مَيْسَرَةُ بِأَنَّهُ رَأَى ذلِكَ فِي السَّفَرِ كُلَّهُ وَ بِمَا قَالَ لَهُ الرَّاهِبُ وَ أَوْدَعَهُ لَدَيْهِ مِنَ الْوَصِيَّةِ

وَ ضَاعَفَ اللهُ فِيْ تِلْكَ التِّجَارَةِ رِبْحَهَا وَ نَمَّاهُ

فَبَانَ لِخَدِيْجَةَ بِمَا رَأَتْ وَ مَا سَمِعَتْ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ تَعَالَى إِلَى الْبَرِيَّةِ

الَّذِيْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالَى بِقُرْبِهِ وَاصْطَفَاهُ

فَخَطَبَتْهُ لِنَفْسِهَا لِتَشُمَّ مِنَ الْإِيْمَانِ بِهِ طِيْبَ رَيَّاهُ

فَأَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَعْمَامَهُ بِمَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ هذِهِ الْبَرَّةُ النَّقِيَّةُ

فَرَغِبُوْا فِيْهَا لِفَضْلٍ وَ دِيْنٍ وَ جَمَالٍ وَ مَالٍ وَ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ يَهْوَاهُ

وَ خَطَبَ أَبُوْ طَالِبٍ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللهَ بِمَحَامِدَ سَنِيَّةٍ

وَ قَالَ: هُوَ وَاللهِ بَعْدُ لَهُ نَبَأ ٌعَظِيْمٌ، يُحْمَدُ فِيْهِ مَسْرَاهُ

فَزَوَّجَهَا مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَبُوْهَا، وَ قِيْلَ: عَمُّهَا، وَ قِيْلَ: أَخُوْهَا لِسَابِقِ سَعَادَتِهَا الْأَزَلِيَّةِ

وَ أَوْلَدَهَا كُلَّ أَوْلَادِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إلَّا الَّذِيْ بِاسْمِ الْخَلِيْلِ سَمَّاهُ.
 

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ

وَ لَمَّا بَلَّغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ خَمْسًا وَ ثَلَاثِيْنَ سَنَةً بَنَتْ قُرَيْشٌ الْكَعْبَةَ لِانْصِدَاعِهَا بِالسُّيُوْلِ الْأَبْطَحِيَّةِ

وَ تَنَازَعُوْا فِيْ رَفْعِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، فَكُلٌّ أَرَادَ رَفْعَهُ وَ رَجَاهُ

وَ عَظُمَ الْقِيْلُ وَ الْقَالُ، وَ تَحَالَفُوْا عَلَى الْقِتَالِ، وَ قَوِيَتِ الْعَصَبِيَّةُ

ثُمَّ تَدَاعُوْا إِلَى الْإِنْصَافِ، وَ فَوَّضُوا الْأَمْرَ إِلَى ذِيْ رَأْيٍ صَائِبٍ وَ أَنَاةٍ

فَحَكَمَ بِتَحْكِيْمِ أَوَّلِ دَاخِلٍ مِنْ بَابِ السَّدَنَةِ الشَّيْبِيَّةِ

فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَوَّلَ دَاخِلٍ، فَقَالُوْا: هذَا الْأَمِيْنُ، وَ كُلُّنَا نَقْبَلُهُ وَ نَرْضَاهُ

وَ أَخْبَرُوْهُ بِأَنَّهُمْ رَضُوْهُ أَنْ يَكُوْنَ صَاحِبَ الْحُكْمِ فِيْ هذَا الْمُلِمِّ وَ وَلِيَّهُ

فَوَضَعَ الْحَجَرَ فِيْ ثَوْبٍ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تَرْفَعَهُ الْقَبَائِلُ جَمِيْعًا إِلَى مُرْتَقَاهُ

فَرَفْعُوْهُ إِلَى مَقَرِّهِ مِنْ رُكْنِ هَاتِيْكَ الْبَنِيَّةِ

وَ وَضَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِيَدِهِ الشَّرِيْفَةِ فِيْ مَوْضِعِهِ الْآنَ وَ بَنَاهُ.

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ لَمَّا كَمُلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً عَلَى أَوْفَقِ الْأَقْوَالِ لِذَوِي الْعَالِمِيَّةِ،

بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى لِلْعَالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَ نَذِيْرًا فَعَمَّهُمْ بِرُحْمَاهُ

وَ بُدِئَ إِلَى تَمَامِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ بِالرُّؤْيَا الصَّادِقَةِ الْجَلِيَّةِ

فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ صُبْحٍ أَضَاءَ سَنَاهُ

وَ إِنَّمَا ابْتُدِئَ بِالرُّؤْيَا تَمْرِيْنًا لِلْقُوَّةِ الْبَشَرِيَّةِ

لِئَلَّا يَفْجَأَهُ الْمَلَكُ بِصَرِيْحِ النُّبُوَّةِ، فَلَا تَقْوَاهُ قُوَاهُ

وَ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، فَكَانَ يَتَعَبَّدُ بِحَرَاءَ اللَّيَالِيَ الْعَدَدِيَّةَ

إِلَى أَنْ أَتَاهُ فِيْهِ صَرِيْحُ الْحَقِّ وَ وَافَاهُ

وَ ذلِكَ فِيْ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَّتْ مِنْ شَهْرِ اللَّيْلَةِ الْقَدْرِيَّةِ

وَ ثَمَّ أَقْوَالٌ: لِسَبْعٍ، أَوْ لِأَرْبَعٍ وَ عِشْرِيْنَ مِنْهُ، أَوْ لِثَمَانٍ مِنْ شَهْرِ مَوْلِدِهِ الَّذِيْ بَدَا فِيْهِ بَدْرُ مُحَيَّاهُ

فَقَالَ لَهُ: اِقْرَأْ، فَأَبَى فَغَطَّهُ غَطّةً قَوِيَّةً

ثُمَّ قَالَ لَهُ: اِقْرَأْ، فَأَبَى فَغَطَّهُ ثَانِيَةً حَتَّى بَلَغَ مِنْهُ الْجَهْدُ وَ غَطَّاهُ

ثُمَّ قَالَ لَهُ: اِقْرَأْ، فَأَبَى فَغَطَّهُ ثَالِثَةً لِيَتَوَجَّهَ إِلَى مَا سَيُلْقَى إِلَيْهِ بِجَمْعِيَّةِ

وَ يُقَابلُهُ بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ وَ يَتَلَقَّاهُ

ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْيُ ثَلَاثَ سِنِيْنَ، أَوْ ثَلَاثِيْنَ شَهْرًا، لِيَشْتَاقَ إِلَى انْتِشَاقِ هَاتِيْكَ النَّفَحَاتِ الشَّذِيَّةِ

ثُمَّ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر } فَجَاءَهُ جِبْرِيْلُ بِهَا وَ نَادَاهُ

فَكَانَ لِنُبُوَّتِهِ فِيْ تَقَدُّمِ { اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } شَاهِدٌ عَلَى أَنَّ لَهَا السَّابِقِيَّةَ

وَ التَّقَدُّمَ عَلَى رِسَالَتِهِ بِالْبَشَارَةِ وَ النَّذَارَةِ لِمَنْ دَعَاهُ.

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ الرِّجَالِ: أَبُوْ بَكْرٍ صَاحِبُ الْغَارِ وَ الصِّدِّيْقِيَّةِ

وَ مِنَ الصِّبْيَانِ: عَليٌّ، وَ مِنَ النِّسَاءِ: خَدِيْجَةُ الَّتِيْ ثَبَّتَ اللهُ بِهَا قَلْبَهُ وَ وَقَاهُ

وَ مِنَ الْمَوَالِيْ: زَيْدُ ابْنُ حَارِثَةَ، وَ مِنَ الْأَرِقَّاءِ: بِلَالٌ الَّذِيْ عَذَّبَهُ فِي اللهِ أُمَيَّةُ

وَ أَوْلَاهُ مَوْلَاهُ أَبُوْ بَكْرٍ مِنَ الْعِتْقِ مَا أَوْلَاهُ

ثُمَّ أَسْلَمَ: عُثْمَانُ، وَ سَعْدٌ، وَ سَعِيْدٌ، وَ طَلْحَةٌ، وَ ابْنُ عَوْفٍ، وَ ابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةُ

وَ غَيْرُهُمْ مِمَّنْ أَنْهَلَهُ الصِّدِّيْقُ رَحِيْقَ التَّصْدِيْقِ وَ سَقَاهُ

وَ مَا زَالَتْ عِبَادَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ أَصْحَابِهِ مَخْفِيَّةً

حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ } فَجَهَرَ بِدُعَاءِ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ

وَ لَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَوْمُهُ حَتَّى عَابَ آلِهَتَهُمْ وَ أَمَرَ بِرَفْضِ مَا سِوَى الْوَحْدَانِيَّةِ

فَتَجَرَّؤُا عَلَى مُبَارَزَتِهِ بِالْعَدَاوَةِ وَ أَذَاهُ

وَ اشْتَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ الْبَلَاءُ، فَهَاجَرُوْا فِيْ سَنَةِ خَمْسٍ إِلَى النَّاحِيَةِ النَّجَاشِيَّةِ

وَ حَدِبَ عَلَيْهِ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ، فَهَابَهُ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ وَ تَحَامَاهُ

وَ فُرِضَ عَلَيْهِ قِيَامُ بَعْضٍ السَّاعَاتِ اللَّيْلِيَّةِ

ثُمَّ نُسِخَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: { فَاقْرَءُوْا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَ أَقِيْمُوا الصَّلَاةَ}

وَ فُرِضَ عَلَيْهِ رَكْعَتَانِ بِالْغَدَاةِ وَ رَكْعَتَانِ بِالْعَشِيَّةِ

ثُمَّ نُسِخَ بِإِيْجَابِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِيْ لَيْلَةِ مَسْرَاهُ

وَ مَاتَ أَبُوْ طَالِبٍ فِيْ نِصْفِ شَوَّالٍ مِنْ عَاشِرِ الْبِعْثَةِ وَ عَظُمَتْ بِمَوْتِهِ الرَّزِيَّةُ

وَ تَلَتْهُ خَدِيْجَةُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَ شَدَّ الْبَلَاءُ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ عُرَاهُ

وَ أَوْقَعَتْ قُرَيْشٌ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كُلَّ أَذِيَّةٍ

وَ أَمَّ الطَّائِفَ يَدْعُوْا ثَقِيْفًا، فَلَمْ يُحْسِنُوْا بِالْإِجَابَةِ قِرَاهُ

فَأَغْرَوْا بِهِ السُّفَهَاءَ وَ الْعَبِيْدَ فَسَبُّوْهُ بِأَلْسِنَةٍ بَذِيَّةٍ

وَ رَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى خَضِبَتْ بِالدِّمَاءِ نَعْلَاهُ

ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ حَزِيْنًا، فَسَأَلَهُ مَلَكُ الْجِبَالُ فِيْ إِهْلَاكِ أَهْلِهَا ذَوِي الْعَصَبِيَّةِ

فَقَالَ: ( إِنِّيْ أَرْجُوْ أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَتَوَلَّاهُ )

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

ثُمَّ أُسْرِيَ بِرُوْحِهِ وَ جَسَدِهِ يَقَظَةً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَ رِحَابِهِ الْقُدْسِيَّةِ

وَ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّموَاتِ، فَرَأَى آدَمَ فِي الْأُوْلَى

وَ قَدْ جَلَّلَهُ الْوَقَارُ وَ عَلَاهُ

وَ فِي الثَّانِيَةِ عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَتُوْلِ الْبَرَّةِ التَّقِيَّةِ

وَ ابْنَ خَالَتِهِ يَحْيَى الَّذِيْ أُوْتيَ الْحُكْمَ فِيْ صِبَاهُ

وَ رَأَى فِي الثَّالِثَةِ يُوْسُفَ (الصِّدِّيْقَ) بِصُوْرَتِهِ الْجَمَالِيَّةِ

وَ فِي الرَّابِعَةِ إِدْرِيْسَ الَّذِيْ رَفَعَ اللهُ مَكَانَهُ وَ أَعْلَاهُ

وَ فِي الْخَامِسَةِ هَارُوْنَ الْمُحَبَّبَ فِي الْأُمَّةِ الْإِسْرَائِيْلِيَّةِ

وَ فِي السَّادِسَةِ مُوْسَى الَّذِيْ كَلَّمَهُ اللهُ وَ نَاجَاهُ

وَ فِي السَّابِعَةِ إِبْرَاهِيْمَ الَّذِيْ جَاءَ رَبَّهُ بِسَلَامَةِ الْقَلْبِ وَ (حُسْنِ) الطَّوِيَّةِ

وَ حَفِظَهُ (اللهُ) مِنْ نَارِ نَمْرُوْدِ وَ عَافَاهُ

ثُمَّ رُفِعَ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى إِلَى أَنْ سَمِعَ صَرِيْفَ الْأَقْلَامِ بِالْأُمُوْرِ الْمَقْضِيَّةِ

إِلَى مَقَامِ الْمُكَافَحَةِ الَّذِيْ قَرَّبَهُ اللهُ فِيْهِ وَ أَدْنَاهُ

وَ أَمَاطَ لَهُ حُجُبَ الْأَنْوَارِ الْجَلَالِيَّةِ

وَ أَرَاهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ مِنْ حَضْرَةِ الرُّبُوْبِيَّةِ مَا أَرَاهُ

وَ بَسَطَ لَهُ بِسَاطَ (بُسُطَ) الْإِدْلَالِ فِي الْمَجَالِ الذَّاتِيَّةِ

وَ فَرَضَ عَلَيْهِ وَ عَلَى أُمَّتِهِ خَمْسِيْنَ صَلَاةً. ثُمَّ انْهَلَّ سَحَابُ الْفَضْلِ فَرُدَّتْ إِلَى خَمْسٍ عَمَلِيَّةٍ

وَ لَهَا أَجْرُ الْخَمْسِيْنَ كَمَا شَاءَهُ فِي الْأَزَلِ وَ قَضَاهُ

ثُمَّ عَادَ فِيْ لَيْلَتِهِ وَ صَدَّقَهُ الصِّدِّيْقُ بِمَسْرَاهُ

وَ كُلُّ ذِيْ عَقْلٍ وَ رَوِيَّةٍ

وَ كَذَّبَتْهُ قُرَيْشٌ، وَ ارْتَدَّ مَنْ أَضَلَّهُ الشَّيْطَانُ وَ أَغْوَاهُ.

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

ثُمَّ عَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى الْقَبَائِلِ بِأَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ فِي الْأَيَّامِ الْمَوْسِمِيَّةِ

فَآمَنَ بِهِ سِتَّةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ اخْتَصَّهُمُ الله بِرِضَاهُ

وَ حَجَّ مِنْهُمْ فِي الْقَابِلِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا وَ بَايَعُوْهُ بَيْعَةً خَفِيَّةً

ثُمَّ انْصَرَفُوْا، وَ ظَهَرَ الْإِسْلَامُ بِالْمَدِيْنَةِ، فَكَانَتْ مَعْقِلَهُ وَ مَأْوَاهُ

وَ قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثِ سَبْعُوْنَ، أَوْ ثَلَاثَةٌ، وَ امْرَأَتَانِ مِنَ الْقَبَائِلِ الْأَوْسِيَّةِ وَ الْخَزْرَجِيَّةِ

فَبَايَعُوْهُ وَ أَمَّرَ عَلَيْهِمُ اثْنَا عَشَرَ نَقِيْبًا جَحَاجِحَةً سَرَاهً

فَهَاجَرَ إِلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ ذُو الْمِلَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ

وَ فَارَقُوا الْأَوْطَانَ، رَغْبَةً فِيْمَا أُعِدَّ لِمَنْ هَجَرَ الْكُفْرَ وَ نَاوَاهُ

وَ خَافَتْ قُرَيْشٌ أَنْ يَلْحَقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ عَلَى الْفَوْرِيَّةِ

فَأْتَمَرُوْا بِقَتْلِهِ، فَحَفِظَهُ اللهُ مِنْ كَيْدِهِمْ وَ نَجَاهُ

وَ أَذِنَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي الْهِجْرَةِ، فَرَقِبَهُ الْمُشْرِكُوْنَ لِيُوْرِدُوْهُ بِزَعْمِهِمْ حِيَاضَ الْمَنِيَّةِ

فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ وَ نَثَرَ عَلَى رُؤُوْسِهِمُ التُّرَابَ وَ حَثَاهُ

وَ أَمَّ غَارَ ثَوْرٍ وَ فَازَ الصِّدِّيْقُ فِيْهِ بِالْمَعِيَّةِ

وَ أَقَامَا فِيْهِ ثَلَاثًا تَحْمِي الْحَمَائِمُ وَ الْعَنَاكِبُ حِمَاهُ

ثُمَّ خَرَجَا مِنْهُ وَ هُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَى خَيْرِ مَطِيَّةٍ

وَ تَعَرَّضَ لَهُ سُرَاقَةُ، فَابْتَهَلَ فِيْهِ إِلَى اللهِ وَ دَعَاهُ

فَسَاخَتْ قَوَائِمُ يَعْبُوْ بِهِ فِي الْأَرْضِ الصَّلْبَةِ القَوِيَّة

وَ سَأَلَهُ الْأَمَانَ، فَمَنَحَهُ إِيَّاهُ

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ مَرَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بقُدَيْدٍ عَلَى أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ

وَ أَرَادَ ابْتِيَاعَ لَحْمٍ لَبَنٍ أَوْ مِنْهَا، فَلَمْ يَكُنْ خِبَاؤُهَا لشَّيْءٍ مِنْ ذلِكَ قَدْ حَوَاهُ

فَنَظَرَ إِلَى شَاةٍ فِي الْبَيْتِ قَدْ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الرَّعِيَّةِ

فَاسْتَأْذَنَهَا فِيْ حَلْبِهَا، فَأَذِنَتْ وَ قَالَتْ: لَوْ كَانَ بِهَا حَلَبٌ لَأَصَبْنَاهُ

فَمَسَحَ الضَّرْعَ مِنْهَا وَ دَعَا اللهَ مَوْلَاهُ وَ وَلِيَّهُ

فَدَرَّتْ وَ حَلَبَ، وَ سَقَى كُلًّا مِنَ الْقَوْمِ وَ أَرْوَاهُ

ثُمَّ حَلَبَ وَ مَلَأَ الْإِنَاءَ وَ غَادَرَهُ لَدَيْهَا آيَةً جَلِيَّةً

فَجَاءَ أَبُوْ مَعْبَدٍ وَ رَأَى اللَّبَنَ، فَذَهَبَ بِهِ الْعَجَبُ إِلَى أَقْصَاهُ

وَ قَالَ: أَنِّيْ لَكِ هذَا، وَ لَا حَلُوْبَ بِالْبَيْتِ تَبِضُّ بقَطْرَةٍ لَبَنِيَّة

!فَقَالَتْ: مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَذَا وَ كَذَا جُثْمَانُهُ وَ مَعْنَاهُ

فَقَالَ هذَا صَاحِبُ قُرَيْش، وَ أَقْسَمَ بِكلِّ آلهِيَّةٍ

بِأَنَّهُ لَوْ رَآهُ، لَآمَنَ بِهِ وَ اتَّبَعَهُ وَ دَنَاهُ

وَ قَدِمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الْمَدِيْنَةَ يَوْمَ الْاِثْنَيْنِ ثَانِيْ عَشَرَ رَبِيْعِ الْأَوَّلِ، وَ أَشْرَقَتْ بِهِ أَرْجَاؤُهَا الزَّكِيَّةُ

وَ تَلَقَّاهُ الْأَنْصَارُ، وَ نَزَلَ بِقُبَّاءَ وَ أَسَّسَ مَسْجِدَهَا عَلَى تَقْوَاهُ

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَكْمَلَ النَّاسِ خَلْقًا وَ خُلُقًا ذَا ذَاتٍ وَ صِفَاتٍ سَنِيَّةٍ،

مَرْبُوْعَ الْقامَةِ، أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشَرَّبًا بِحُمْرَةٍ وَاسِعَ الْعَيْنَيْنِ أَكْحَلَهُمَا، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ قَدْ مُنِحَ الزَّجَجَ حَاجِبَاهُ

مُفَلَّجَ الْأَسْنَانِ، وَاسِعَ الْفَمِ حَسَنَهُ، وَاسِعَ الْجَبِيْنِ ذَا جَبْهَةٍ هِلَالِيَّةٍ،

سَهْلَ الْخَدَّيْنِ يُرَى فِيْ أَنْفِهِ بَعْضُ احْدِيْدَابٍ، حَسَنَ الْعِرْنَيْنِ أَقْنَاهُ

بَعِيْدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكَبَيْنِ، سَبْطَ الْكَتِفَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيْسِ، قَلِيْلَ لَحْمِ الْعَقِبِ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، عَظِيْمَ الرَّأْسِ، شَعْرُهُ إِلَى الشَّحْمَةِ الْأُذُنِيَّةِ،

وَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ قَدْ عَمَّهُ النُّورُ وَ عَلَاهُ

وَ عَرَقُهُ كَاللُّؤْلُؤِ، وَ عَرْفُهُ أَطْيَبُ مِنَ النَّفَحَاتِ الْمِسْكِيَّةِ،

وَ يَتَكَفَّأُ فِيْ مَشْيَتِهِ، كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ ارْتَقَاهُ

وَ كَانَ يُصَافِحُ الْمُصَافِحَ بِيَدِهِ الشَّرِيْفَةِ

فَيَجِدُ مِنْهَا سَائِرَ الْيَوْمِ رَائِحَةً عَبْهَرِيَّةً،

وَ يَضَعُهَا عَلَى رَأْسِ الصَّبِيِّ،

فَيُعْرَفُ مَسُّهُ لَهُ مِنْ بَيْنِ الصِّبْيَةِ وَ يُدْرَاهُ

يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ الشَّرِيْفُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرَ فِي اللَّيْلَةِ البَدْرِيَّةِ،

يَقُوْلُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَ لَا بَشَرٌ يَرَاهُ

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ شَدِيْدَ الْحَيَاءِ وَ التَّوَاضُعِ يَخْصِفُ نَعْلُهُ، وَ يَرْقَعُ ثَوْبَهُ، وَ يَحْلِبُ شَاتَهُ، وَ يَسِيْرُ فِيْ خِدْمَةِ أَهْلِهِ بِسِيْرَةٍ سَرِيَّةٍ،

وَ يُحِبُّ الْفُقَرَاءَ وَ الْمَسَاكِيْنَ وَ يَجْلِسُ مَعَهُمْ، وَ يَعُوْدُ مَرْضَاهُمْ وَ يُشَيَّعُ جَنَائِزَهُمْ، وَ لَا يَحْقِرُ فَقِيْرًا أَدْقَعَهُ الْفَقْرُ وَ أَشْوَاهُ

وَ يَقْبَلُ الْمَعْذِرَةِ، وَ لَا يُقَابِلُ أَحَدًا بِمَا يَكْرَهُ، وَ يَمْشِيْ مَعَ الْأَرْمِلَةِ وَ ذَوِي الْعُبُوْدِيَّة،

وَ لَا يَهَابُ الْمُلُوْك، وَ يَغْضَبُ للهِ تَعَالَى وَ يَرْضَى لِرِضَاهُ

وَ يَمْشِيْ خَلْفَ أَصْحَابِهِ وَ يَقُوْلُ: (خَلُّوْ ظَهْرِيْ

لِلْمَلَائِكَةِ الرُّوْحَانِيَّةِ)،

وَ يَرْكَبُ الْبَعِيْرَ، وَ الْفَرَسَ، وَ الْبَغْلَةَ، وَ حِمَارًا بَعْضُ الْمُلُوْكِ إِلَيْهِ أَهْدَاهُ

وَ يَعْصِبُ عَلَى بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنَ الْجُوْعِ، وَ قَدْ أُوْتِيَ مَفَاتِيْحَ الْخَزَائِنِ الْأَرْضِيَّةِ،

وَ رَاوَدَتْهُ الْجِبَالُ بِأَنْ تَكُوْنَ لَهُ ذَهَبًا فَأَبَاهُ

وَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يُقِلُّ اللَّغْوَ، وَ يَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ،

وَ يُطِيْلُ الصَّلَاةَ وَ يَقْصُرُ الْخُطَبَ الْجُمَعِيَّةَ،

وَ يَتَأَلَّفُ أَهْلَ الشَّرَفِ، وَ يُكْرِمُ أَهْلَ الْفَضْلِ، وَ يَمْزَحُ وَ لَا يَقُوْلُ إِلَّا حَقًّا يُحِبُّهُ اللهُ تَعَالَى وَ يَرْضَاهُ

وَ هَا هُنَا وَقَفَ بِنَا جَوَادُ الْمَقَالِ عَنِ الْطِّرَادِ فِي الْحَلْبَةِ الْبَيَانِيَّة،

وَ بَلَغَ ظَاعِنُ الْإِمْلَاءِ فِيْ فَدَافِدِ الْإِيْضَاحِ مُنْتَهَاهُ

عَطِّرِ اللّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاة ٍوَ تَسْلِيْمٍ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

اللَّهُمَّ يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ

يَا مَنْ إِذَا رُفِعَتْ إِلَيْهِ أَكُفُّ الْعَبْدِ كَفَاهُ

يَا مَنْ تَنَزَّهَ فِيْ ذَاتِهِ وَ صِفَاتِهِ الْأَحَدِيَّةِ

عَنْ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ فِيْهَا نَظَائِرُ وَ أَشْبَاهُ

يَا مَنْ تَفَرَّدَ بِالْبَقَاءِ وَ الْقِدَمِ وَ الْأَزَلِيَّةِ

يَا مَنْ لَا يُرَجَّى غَيْرُهُ، وَ لَا يُعَوَّلُ عَلَى سِوَاهُ

يَا مَنِ اسْتَنَدَ الْأَنَامُ إِلَى قُدْرَتِهِ الْقَيُّوْمِيَّةِ

وَ أَرْشَدَ بِفَضْلِهِ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ وَ اسْتَهْدَاهُ

نَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِأَنْوَارِكَ الْقُدْسِيَّةِ

الَّتِيْ أَزَاحَتْ مِنْ ظُلُمَاتِ الشَّكِّ دُجَاهُ

وَ نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِشَرَفِ الذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّةِ

وَ مَنْ هُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ بِصُوْرَتِهِ وَ أَوَّلُهُم بِمَعْنَاهُ

وَ بِآلِهِ كَوَاكِبُ أَمْنِ الْبَرِيَّةِ

وَ سَفِيْنَةِ السَّلَامَةِ وَ النَّجَاةِ

وَ بِأَصْحَابِهِ أُوْلِي الْهِدَايَةِ وَ الْأَفْضَلِيَّةِ

الَّذِيْنَ بَذَلُوْا نُفُوْسَهُمْ للهِ يَبْتَغُوْنَ فَضْلًا مِنَ اللهِ

وَ بِحَمَلَةِ شَرِيْعَتِهِ أُوْلِي الْمَنَاقِبِ وَ الْخُصُوْصِيَّةِ

الَّذِيْنَ اسْتَبْشَرُوْا بِنِعْمَةٍ وَ فَضْلٍ مِنَ اللهِ

أَنْ تُوَفِّقَنَا فِي الْأَقْوَالِ وَ الْأَعْمَالِ لِإِخْلَاصٍ النَّيَّةِ

وَ تُنْجِحَ لِكُلٍّ مِنَ الْحَاضِرِيْنَ وَ الْغَائِبِيْنَ مَطْلَبَهُ وَ مُنَاهُ.

وَ تُخَلِّصَنَا مِنْ أَسْرِ الشَّهَوَاتِ وَ الْأَدْوَاءِ الْقَلْبِيَّةِ.

وَ تُحَقِّقَ لَنَا مِنْ الْآمَالِ مَا بِكَ ظَنَنَّاهُ.

وَ تَكْفِيْنَا كُلَّ مُدْلَهِمَّةٍ وَ بَلِيَّةِ.

وَ لَا تَجْعَلْنَا مِمَّنْ أَهْوَاهُ هَوَاهُ.

وتُدني لنا من حُسْنِ اليَقينِ قُطُوفاً دانِيَة ًجَنِيَّة.

وتَمْحُو عَنَّا كُلَّ ذنْبٍ جَنَيْناه.

وَ تَسْتُرُ لِكُلٍّ مِنَّا عَيْبَهُ وَ عَجْزَهُ وَ عِيَّهُ.

وَ تُسَهِّلَ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ مَا عَزَّ ذُرَاهُ

وَ تَعُمَّ جَمْعَنَا هذَا مِنْ خَزَائِنِ مِنَحِكَ السَّنِيَّةِ.

بِرَحْمَةٍ وَ مَغْفِرَةٍ، وَ تُدِيْمَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنَاهُ.

اللّهُمَّ إِنَّكَ جَعَلْتَ لِكُلِّ سَائِلٍ مَقَامًا وَ مَزِيَّةً وَ لِكُلِّ رَاجٍ مَا أَمَّلَهُ فِيْكَ وَ رَجَاهُ.

وَ قَدْ سَئَلْنَاكَ رَاجِيْنَ مَوَاهِبَكَ اللَّدُنِيَّةَ.

فَحَقِّقْ لَنَا مَا مِنْكَ رَجَوْنَاهُ.

اللّهُمَّ آمِنِ الرَّوْعَاتِ، وَ أَصْلِحِ الرُّعَاةَ وَ الرَّعِيَّةَ،

وَ أَعْظِمِ الْأَجْرَ لِمَنْ جَعَلَ هذَا الْخَيْرَ فِيْ (هذَا الْيَوْمَ وَأَجْرَاهُ) اللّهُمَّ اجْعَلْ هذَا الْبَلْدَ وَ سَائِرَ بِلَادِ الْإِسْلَامِ آمِنَةً رَخِيَّة،

وَاسْقِنَا غَيْثًا يَعُمُّ انْسِيَابُ سَيْبِهِ السَّبْسَبَ وَ رُبَاهُ

وَ اغْفِرْ لِناسِجِ هذِهِ الْبُرُوْدِ الْمُحَبَّرةِ الْمَوْلِدِيَّةِ،

سَيِّدَنَا جَعْفَرٍ مَنْ إِلَى الْبَرْزَنْجِيْ نِسْبَتَهُ وَ مُنْتَمَاهُ،

وَ حَقِّقْ لَهُ الْفَوْزَ بِقُرْبِكَ وَ الرَّجَاءَ وَ الْأُمْنِيَّةَ،

وَ اجْعَلْ مَعَ الْمُقَرَّبِيْنَ مَقِيْلَهُ وَ سُكْنَاهُ

وَ اسْتُرْ لَهُ عَيْبَهُ، وَ عَجْزَهُ، وَ حَصْرَهُ، وَعِيَّهُ،

وَ لِكَاتِبِهَا وَ قَارِئِهَا، وَ مَنْ أَصَاخَ سَمْعَهُ إِلَيْهِ وَ أَصْغَاهُ

اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ عَلَى أَوَّلِ قَابِلٍ لِلتَّجَلِّيْ مِنَ الْحَقِيْقَةِ الْكُلِّيَّةِ،

وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ وَ مَنْ نَصَرَهُ وَ وَالَاهُ،

مَا شُنِّفتْ الْآذَانُ مِنْ وَصْفِهِ الدُّرِّيِّ بِأَقْرَاطٍ جَوْهَرِيَّةٍ،

وَ تَحَلَّتْ صُدُوْرُ الْمَحَافِلِ الْمُنِيْفَةِ بِعُقُوْدِ حُلَاهُ

وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ التَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ وَ الْمُرْسَلِيْنَ

وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُوْنَ،

وَ سَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيْنَ،

وَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ.

مَحَلُّ الْقِيَامِ  
(Mahallul Qiyam)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

 

يَا نَبِيْ سَلَامٌ عَلَيْكَ

يَا رَسُوْلْ سَلَامٌ عَلَيْكَ

 
 

يَا حَبِيْبْ سَلَامْ عَلَيْكَ

صَلَواتُ اللهِ عَلِيْكَ.

 
 

أَشْرَقَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا

فَاخْتَفَتْ مِنْهُ الْبُدُوْرُ

 
 

مِثْلَ حُسْنِكْ مَا رَأَيْنَا

قَطُّ يَا وَجْهَ السُّرُوْرِ

 
 

أَنْتَ شَمْسٌ أَنْتَ بَدْرٌ

أَنْتَ نُوْرٌ فَوْقَ نُوْرِ

 
 

أَنْتَ إِكْسِيْرٌ وَ غَالِيْ

أَنْتَ مِصْبَاحُ الصُّدُوْرِ

 
 

يَا حَبِيْبِيْ يَا مُحَمَّدْ

يَا عَرُوْسَ الْخَافِقَيْنِ

 
 

يَا مُؤَيَّدْ يَا مُمَجَّدْ

يَا إِمَامَ الْقِبْلَتَينِ

 
 

مَنْ رَأَى وَجْهَكَ يَسْعَدْ

يَا كَرِيْمَ االْوَالِدَيْنِ

 
 

حَوْضُكَ الصَّافِي الْمَبَرَّدْ

وِرْدُنَا يَوْمَ النُّشُوْرِ

 

مَا رَأَيْنَا الْعِيْسَ حَنَّتْ

بِالسُّرَى إِلَّا إِلَيْكَ

 

وَ الْغَمَامَةْ قَدْ أَظَلَّتْ

وَ الْمَلَا صَلُّوْا عَلَيْكَ

 

وَ أَتَاكَ الْعُوْدُ يَبْكِيْ

وَ تَذَلَّلْ بَيْنَ يَدَيْكَ

 

وَ أَسْتَجَارَتْ يَا حَبِيْبِيْ

عِنْدَكَ الظَّبْيُ النُّفُوْرُ

 

عِنْدَمَا شَدُّوْا الْمَحَامِلْ

وَ تَنَادَوْا لِلرَّحِيْلِ

 

جِئْتُهُمْ وَ الدَّمْعُ سَائِلْ

قُلْتُ قِفْ لِيْ يَا دَلِيْلُ

 
 

هَلْ تُحَمِّلْ لِيْ رَسَائِلْ

أَيُّهَا الشَّوْقُ الْجَزِيْلُ

 
 

نَحْوُ هَاتِيْكَ الْمَنَازِلْ

بِالْعَشِيِّ وَ الْبُكُوْرِ

 
 

كُلُّ مَنْ فِي الْكَوْنِ هَامُوْا

فِيْكَ يَا بَاهِي الْجَبِيْنِ

 
 

وَ لَهُمْ فِيْكَ غَرَامٌ

وَ اشْتِيَاقٌ وَ حَنِيْنٌ

 
 

فِيْ مَعَانِيْكَ الْأَنَامُ

قَدْ تَبَدَّتْ حَائِرِيْنَ

 
 

أَنْتَ لِلرُّسُلِ خِتَامٌ

أَنْتَ لِلْمَوْلَى شَكُوْرُ

 
 

عَبْدُكَ الْمِسْكِيْنُ يَرْجُوْ

فَضْلَكَ الْجَمَّ الْغَفِيْرُ

 
 

فِيْكَ قَدْ أَحْسَنْتُ ظَنِّيْ

يَا بَشِيْرُ يَا نَذِيْرُ

 
 

فَأَغِثْنِيْ وَ أَجِرْنِيْ

يَا مُجِيْرُ مِنَ السَّعِيْرِ

 
 

يَا غِيَاثِيْ يَا مَلَاذِيْ

فِيْ مُلِمَّاتِ الْأُمُوْرِ

 
 

سَعْدَ عَبْدٌ قَدْ تَمَلَّى

وَ انْجَلَى عَنْهُ الْحَزِيْنُ

 
 

فِيْكَ يَا بَدْرٌ تَجَلَّى

فَلَكَ الْوَصْفُ الْحَسِيْ

 
 

لَيْسَ أَزْكَى مِنْكَ أَصْلًا

قَطُّ يَا جَدَّ الْحُسَيْنِ

 
 

فَعَلَيْكَ اللهُ صَلَّى

دَائِمًا طُوْلَ الدُّهُوْرِ

 
 

يَا وَلِيَّ الْحَسَنَاتِ

يَا رَفِيْعَ الدَّرَجَاتِ

 
 

كَفِّرْ عَنِّي الذُّنُوْبَ

وَ اغْفِرْ عَنِّي السَّيِّئَاتِ

 
 

أَنْتَ غَفَّارُ الْخَطَايَا

وَ الذُّنُوْبِ الْمُوْبِقَاتِ

 
 

أَنْتَ سَتَّارُ الْمَسَاوِيْ

وَ مُقِيْلُ الْعَثَرَاتِ

 
 

عَالِمُ السِّرِّ وَ أَخْفَى

مُسْتَجِيْبُ الدَّعَوَاتِ

 
 

رَبِّ فَارْحَمْنَا جَمِيْعًا

بِجَمِيْعِ الصَّالِحَاتِ

 
 

وَ صَلَاةُ اللهِ تَغْشَا

عَدَّ تَحْرِيْرِ السُّطُوْرِ

 

أَحْمَدَ الْهَادِيْ مُحَمَّدْ

صَاحِبَ الْوَجْهِ الْمُنِيْرِ.

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَ سَلِّمْ

يَا رَبِّ بَلِّغْهُ الْوَسِيْلَةْ

يَا رَبِّ خُصَّهُ بِالْفَضِيْلَةْ

يَا رَبِّ وَ ارْضَ عَنِ الصَّحَابَةْ

يَا رَبِّ وَ ارْضَ عَنِ السُّلَالَةْ

يَا رَبِّ وَ ارْضَ عَنِ الْمَشَايِخْ

يَا رَبِّ فَارْحَمْ وَالِدِيْنَا

يَا رَبِّ وَ ارْحَمْنَا جَمِيْعًا

يَا رَبِّ وَ ارْحَمْ كُلَّ مُسْلِمْ

يَا رَبِّ وَ اغْفِرْ لِكُلِّ مُذْنِبْ

يَا رَبِّ لَا تَقْطَعْ رَجَانَا

يَا رَبِّ يَا سَامِعْ دُعَانَا

يَا رَبِّ بَلِّغْنَا نَزُوْرُهْ

يَا رَبِّ تَغْشَانَا بِنُوْرِهْ

يَا رَبِّ حِفْظَانَكْ وَ أَمَانَكْ

يَا رَبِّ وَ اسْكِنَّا جِنَانَكْ

يَا رَبِّ أَجِرْنَا مِنْ عَذَابِكْ

يَا رَبِّ وَ ارْزُقْنَا الشَّهَادَةْ

يَا رَبِّ حِطْنَا بِالسَّعَادَةْ

يَا رَبِّ وَ اصْلِحْ كُلَّ مُصْلِحْ

يَا رَبِّ وَاكِفْ كُلَّ مُؤْذِيْ

يَا رَبِّ نَخْتِمْ بِالْمُشَفَّعْ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَ سَلِّمْ.

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

يَا رَسُوْلَ اللهِ سَلَامٌ عَلَيْكَ

يَا رَفِيْعَ الشَّانِ وَ الدَّرَجِ

عَطْفَةً يَا جِيْرَةَ الْعَلَمِ

يَا أُهَيْلَ الْجُوْدِ وَ الْكَرَمِ

نَحْنُ جِيْرَانٌ بِذَا الْحَرَمِ

حَرَمِ الْإِحْسَانِ وَ الْحَسَننِ

نَحْنُ مِنْ قَوْمٍ بِهِ سَكَنُوْا

وَ بِهِ مِنْ خَوْفِهِمْ آمِنُوْا.

وَ بِآيَاتِ الْقُرْآنِ عُنُوْا

فَاتَّئِدْ فِيْنَا أَخَا الْوَهَنِ

نَعْرِفُ الْبَطْحَا وَ تَعْرِفُنَا

وَ الصَّفَا وَ الْبَيْتُ يَأْلَفُنَا

وَ لَنَا الْمَعْلَى وَ خَيْفُ مِنَى

فَاعْلَمَنْ هذَا وَ كُنْ وَ كُنِ

وَ لَنَا خَيْرُ الْأَنَامِ أَبُ

وَ عَلِيُّ الْمُرْتَضَى حَسَبُ.

وَ إِلَى السِّبْطَيْنِ نَنْتَسِبُ

نَسَبًا مَا فِيْهِ مِنْ ذَخَنِ

كَمْ إِمَامٍ بَعْدَهُ خَلَفُوْا

مِنْهُ سَادَاتٌ بِذَا عُرِفُوْا

وَ بِهذَا الْوَصْفِ قَدْ وُصِفُوْا

مِنْ قَدِيْمِ الدَّهْرِ وَ الزَّمَنِ

مِثْلَ زَيْنِ الْعَابِدِيْنَ عَلِيْ

وَ ابْنِهِ الْيَاقِرِ خَيْرِ وَلِيْ

وَ الْإِمَامِ الصَّادِقِ الْحَفِلِ

وَ عَلِيِّ ذِي الْعُلَا الْيَقِيْنِ

فَهُمُ الْقَوْمُ الَّذِيْنَ هُدُوْا

وَ بِفَضْلِ اللهِ قَدْ سَعِدُوْا

وَ لِغَيْرِ اللهِ مَا قَصَدُوْا

وَ مَعَ الْقُرْآنِ فِيْ قَرَنِ

أَهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى الطُّهُرِ

هُمْ أَمَانُ الْأَرْضِ فَادَّكِرِ

شُبِّهُوْا بِالْأَنْجُمِ الزُّهُرِ

مِثْلَ مَا قَدْ جَاءَ فِي السُّنَنِ

وَ سَفِيْنٌ لِلنَّجَاةِ إِذَا

خِفْتَ مِنْ طُوْفَانِ كُلِّ أَذَى

فَانْجُ فِيْهَا لَا تَكُوْنُ كَذَا

وَ اعْتَصِمْ بِاللهِ وَ اسْتَعِنِ

رَبِّ فَانْفَعْنَا بِبَرْكَتِهِمْ

وَ اهْدِنَا الْحُسْنَى بِحُرْمَتِهِمْ

وَ أَمِتْنَا فِيْ طَرِيْقَتِهِمْ

وَ مُعَافَاةٍ مِنَ الْفِتَنِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

صَلَاةُ اللهْ سَلَامُ اللهْ

عَلَى طه رَسُوْلِ اللهِ

صَلَاةُ اللهْ سَلَامُ اللهْ

عَلَى يس حَبِيْبِ اللهْ

تَوَسَّلْنَا بِبِسْمِ اللهْ

وَ بِالْهَادِيْ رَسُوْلِ اللهْ

وَ كُلِّ مُجَاهِدٍ للهِ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

إِلهِيْ سَلِّمِ الْأُمَّةْ

مِنَ الْآفَاتِ وَ النِّقْمَةْ

وَ مِنْ هَمٍّ وَ مِنْ غُمَّةْ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

إِلهِيْ نَجِّنِيْ وَ اكْشِفْ

جَمِيْعَ أَذِيَّةٍ وَ اصْرِفْ

مَكَائِدِ الْعِدَا وَ الْطُفْ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

إِلهِيْ نَفِّسِ الْكُرْبَا

مِنَ الْعَاصِيْنَ وَ الْعَطْبَا

وَ كُلَّ بَلِيَّةٍ وَ وَبَا

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

فَكَمْ مِنْ رَحْمَةٍ حَصَلَتْ

وَ كَمْ مِنْ ذِلَّةٍ فَصَلَتْ

وَ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ وَصَلَتْ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

وَ كَمْ أَغْنَيْتَ ذَا الْعُمْرِ

وَ كَمْ أَوْلَيْتَ ذَا الْفَقْرِ

وَ كَمْ عَافَيْتَ ذَا الْوِزْرِ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

لَقَدْ ضَاقَتْ عَلَى الْقَلْبِ

جَمِيْعُ الْأَرْضِ مَعْ رَحْبِ

فَانْجُ مِنَ الْبَلَا الصَّعْبِ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

أَتَيْنَا طَالِبِي الرِّفْدِ

وَ جُلِّ الْخَيْرِ وَ السَّعْدِ

فَوَسِّعْ مِنْحَةَ الْأَيْدِيْ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

فَلَا تَرْدُدْ مَعَ الْخَيْبَةْ

بَلِ اجْعَلْنَا عَلَى الطَّيْبَةْ

أَيَا ذَا الْعِزِّ وَ الْهَيْبَةْ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

وَ إِنْ تَرْدُدْ فَمَنْ نَأْتِيْ

بِنَيْلِ جَممِيْعِ حَاجَاتِيْ

أَيَا جَالِي الْمُلِمَّاتِ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

إِلهِيْ اغْفِرْ وَ أَكْرِمْنَا

بِنَيْلِ مَطَالِبٍ مِنَّا

وَ دَفْعِ مَسَاءَةٍ عَنَّا

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

إِلهِيْ أَنْتَ ذُوْ لُطْفٍ

وَ ذُوْ فَضْلٍ وَ ذُوْ عَطْفٍ

وَ كَمْ مِنْ كُرْبَةٍ تَنْفِيْ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

وَ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ الْبَرِّ

بِلَا عَدٍّ وَ لَا حَصْرِ

وَ آلِ سَادَةٍ غُرِّ

بِأَهْلِ الْبَدْرِ يَا اللهْ

صَلِّ وَ سَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ خَيْرِ الْبَشَرْ

وَ الْآلِ وَ الْبَدْرِ قِنَا مِنْ كُلِّ شَرّْ

اللّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِالْجَرِيْرَةْ

وَ أَصْلِحْ لَنَا الْعَلَانِيَةَ وَ السَّرِيْرَةْ